أندية بريطانية تبدأ تجربة الوقوف الآمن في المدرجات بعد حظر دام 25 عاماً
2025-09-29 05:16:58
أعلن وزير الرياضة البريطاني نايغل هادلستون، اليوم الاثنين، موافقة الحكومة على مشاركة خمسة أندية في تجربة العودة إلى نظام “الوقوف الآمن” في المدرجات اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل. وتأتي هذه الخطوة التاريخية بعد حظر استمر لأكثر من ربع قرن على وقوف المشجعين في ملاعب الدرجتين العلويتين من دوري كرة القدم الإنجليزية.
ووفقاً للبيان الرسمي، شملت الموافقة أندية مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام وتشلسي وكارديف سيتي، حيث سيتم تخصيص مناطق وقوف مرخصة للمشجعين في مباريات الفرق بدءاً من النصف الثاني من الموسم الحالي.
وأكد هادلستون في تصريحات لوكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا” أن هذه التجربة تمثل خطوة مهمة نحو إعادة تقييم نظام الوقوف في المدرجات، مشيراً إلى أن “السلامة تشكل أولوية قصوى، وأن هيئة سلامة الملاعب الرياضية تعمل بشكل وثيق مع الأندية لضمان تطبيق أعلى معايير الأمان”.
ويرجع الحظر المفروض على الوقوف في المدرجات إلى تشريع صدر بعد كارثة هيلزبره المأساوية عام 1989، والتي أسفرت عن مقتل 97 من مشجعي ليفربول. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، ظل هذا الحظر ساري المفعول في جميع ملاعب الدرجتين الممتازة والبطولة الإنجليزية.
وأضاف الوزير البريطاني: “حان الوقت لتجربة نظام الوقوف الآمن بشكل صحيح في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري البطولة، قبل اتخاذ أي قرار بش�ون التطبيق الشامل”. كما أشار إلى أن “المشجعين يستحقون خيارات متعددة لكيفية الاستمتاع بمشاهدة المباريات”، مؤكداً أنه سيتابع سير التجارب “باهتمام بالغ”.
وستخضع عملية التنفيذ للمراقبة الدقيقة من قبل شركة مستقلة متخصصة، ستقوم بتقديم تقرير مفصل إلى الحكومة يحتوي على الاستنتاجات والتوصيات اللازمة. وسيعتمد القرار النهائي بشأن التطبيق الواسع للنظام اعتباراً من الموسم المقبل على نتائج هذه التجربة وتقارير المراقبة.
يذكر أن نظام “الوقوف الآمن” يعتمد على تصميم خاص للمقاعد والمدرجات يسمح بالوقوف بأمان، مع توفير مسافات كافية بين المشجعين ووجود حواجز أمان تمنع التدافع. وقد تم تطبيقه بنجاح في عدة دول أوروبية أخرى، حيث ساهم في تحسين تجربة المشجعين مع الحفاظ على معايير السلامة.
وتأتي هذه الخطوة تتويجاً لحملة طويلة قادها نشطاء ومشجعون كرة قدم بريطانيون للمطالبة بإعادة الوقوف في المدرجات، مع التأكيد على أن التصميمات الحديثة لأنظمة الوقوف الآمن تختلف جذرياً عن تلك التي كانت موجودة قبل كارثة هيلزبره.
ومن المتوقع أن تشكل هذه التجربة نقطة تحول مهمة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، حيث يمكن أن تمهد الطريق لعودة جماهيرية أكبر إلى المدرجات، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمان للجميع.
